بعض مشاهير هوليوود كانوا ممثِّلين إباحيين قبل شهرتهم

سعود قبيلات ▣




في 25 كانون الثاني (يناير) 2011، احتشد الناس في ميادين مصر بالملايين، وما لبث الجيش أن انحاز لهم، فسقطتْ سلطة حسني مبارك. ولقد شاركت فئات سياسيَّة واجتماعيَّة واسعة من الشعب المصريّ في تلك الانتفاضة؛ في حين وقف "الإخوان المسلمون" يتفرَّجون على ما يجري ويحذّرون عناصرهم من الانضمام إلى الناس في الميادين، إلى أنْ عيَّن حسني مبارك مدير مخابراته، عمر سليمان، نائباً له، وكلَّفه بالتفاوض مع القوى السياسيَّة المصريَّة لعلَّ ذلك يخرجه مِنْ مأزقه، وعندئذٍ، هرع "الأخوان" لتلبية دعوته إلى التفاوض وجلسوا معه؛ لكنّ إعلان شباب الثورة، في ميدان التحرير، بأنَّه ما مِنْ أحد يمثِّلهم في هذه المفاوضات وبأنَّهم لن يلتزموا بمقرَّراتها ونتائجها، جعل حركة مبارك، تلك، بلا معنى، وجعل استجابة "الإخوان" لها بلا قيمة؛ فاستمرّوا باتِّخاذ دور المراقب مِنْ بعيد إلى أنْ بدأ نظام حسني مبارك يترنَّح ويتهاوى، وعندئذٍ، سارعوا بالانضمام إلى المعتصمين في ميدان التحرير، ليقطفوا ثمار اعتصامهم.

وفي 30 حزيران (يونيو) 2013، احتشد الناس بعشرات الملايين، وانحاز الجيش للمتظاهرين، أيضاً، فسقطت سلطة محمَّد مرسي. ولقد شاركت، في تلك الانتفاضة، جميع فئات الشعب المصريّ وقواه السياسيَّة والاجتماعيَّة، باستثناء "الإخوان المسلمين"، أيضاً؛ سوى أنَّهم، هذه المرَّة، لم يتمكَّنوا مِنْ تدارك أمرهم في آخر لحظة والالتحاق بالميادين، كما في المرَّة السابقة؛ ببساطة لأنَّ الانتفاضة كانت هذه المرَّة ضدّهم؛ ولذلك، وجدوا أنفسهم محشورين نهائيّاً في خانة العداء لها وللجميع.

والآن، يقف الشعب المصريّ كلّه، تقريباً، في جهة، و"الإخوان المسلمون" وتفريخاتهم، في الجهة الأخرى، وهم مصرّون على إنكار الواقع الأليم (بالنسبة لهم)، ويواصلون العيش في الأوهام والأساطير ومع كرامات "الإمام الغائب" (محمَّد مرسي)؛ فيتراءى لهم، أحياناً، وهو يؤمّ الصلاة بهم والرسول الكريم يقف خلفه! كما يتراءى لهم ملاك الوحي (جبريل)، أحياناً، وقد نزل بينهم ليوحي لهم بقرب عودة إمامهم!

فكيف سيجري، إذاً، التعامل مع اعتصامهم المفتوح عند إشارة رابعة العدويَّة، إذا ما تقادمتْ عليه الأيَّام؟ أخشى أنَّه ثمَّة مؤشِّرات تدفع إلى الاعتقاد بأنَّ السلطات المصريَّة تدرس أسلوب تعامل أردوغان مع معتصمي ساحة "تقسيم" في اسطنبول، خصوصاً أنَّ معتصمي "رابعة العدويَّة" كانوا معجبين جدّاً بأسلوب أردوغان، ذاك، ومؤازرين له متحمّسين؛ لكنَّني أظنّ أنَّ هذا ليس هو الخيار الأمثل في مثل هذه الحالة؛ إذ يمكن، بدلاً مِنْ ذلك، غضّ النظر عنهم، تماماً وإلى ما لا نهاية، واعتبارهم بعضاً مِنْ سكّان المقابر والعشوائيَّات الذين يُقدَّر عددهم في العاصمة المصريَّة بالملايين، منذ بدء سياسة الانفتاح الاقتصاديّ التي أطلقها الرئيس الأسبق أنور السادات. وبالمناسبة، فالمقابر، التي يأوي إليها الكثير مِنْ سكّان العشوائيَّات في القاهرة، تقع على طريق المقطَّم حيث يوجد مقرّ التنظيم الدوليّ لجماعة "الإخوان المسلمين".