جاري تحميل ... مدونة سعود قبيلات

إعلان الرئيسية

«إنَّ بعض الأماكن الضَّيِّقة المحكمة الإغلاق قد يكون فضاؤه بلا حدود، وبعض الأماكن المفتوحة والفسيحة قد يكون بالغ الضِّيق وبلا فضاء ولا آفاق، وبعض الأماكن الخالية قد يكون أكثر ازدحاماً من الأماكن المكتظَّة. وإنَّ الصَّمت قد يكون أكثر صخباً من الضَّجيج، والضَّجيج قد يكون خالياً من الأصوات. وإنَّ القامة قد تكون متطاولة إلى حدّ أنَّها بالكاد تبلغ نعل حذاء، وقد تكون عالية إلى حدّ أنَّها تطاول رؤوس السنابل». مِنْ كتابي الموسوم «كهفي» - سعود قبيلات.

إعلان في أعلي التدوينة

سالم قبيلات ▣

Nabil Al-Jaanini.. Jordan's noble Mandela.
الرَّفيقُ نبيل الجَعْنِينِي، إنسانٌ نبيلٌ حقَّاً؛ اسمٌ على مُسَمَّى؛ فهو شَخصيةٌ نِضاليَّةٌ مُمَيَّزةٌ؛ تَجْرِبَتُهُ غَنيَّةٌ بالمُثُلِ والقِيَمِ النَّبيلةِ؛ وتُعْتَبَرُ مثالاً لِلتَّمَسُّكِ القَوِيِّ بالمواقفِ المبدئيَّةِ، والسَّخاءِ في العَطاءِ والتَّضْحِيَةِ..

وإنَّ سيرتَهُ لَسِيرَةُ رفيقٍ صلْبٍ ومُتَفانٍ؛ رفيقٍ كان مِنْ أَبْرَزِ مُناضِلِي الحزبِ الشُّيوعيِّ الأردنيّ، خلالَ فترةِ الأحكامِ العُرْفِيَّةِ، عندما كانَ الحزبُ حزباً حقيقيّاً؛ بل حزباً كِفاحِيَّاً مَجيدَاً، يقودُه مناضلون أشِدَّاء، مُخْلِصون لِمَبادِئهم النبيلَةِ، وثابتون على مواقفِهم الشُّجَاعَةِ.

وتَجْرُبَةُ الرَّفيقِ نبيل الجَعْنِينِي الكِفاحيّةِ تجربةٌ مُلْهِمَةٌ؛ حيثُ إنَّهُ، باستعدادِهِ، الَّذي قلَّ نَظيرُهُ للتَّضْحِيَة والفِداء؛ وبِشَجَاعَتِهِ المثيرةِ لإعجابِ خُصومِهِ قبل رِفاقِهِ، وبِعَزيمَتِهِ التي لم تَفْتُرْ حتى في أسوأِ الظُّروفِ والأحوالِ، عَبَّرَ عن طُموحاتِ جيلٍ كاملٍ إلى التحررِ الوطنيّ، والاستقلالِ، والديمقراطيّةِ، وبناءِ النَّهْضَةِ الوطنيةِ.

وُلِدَ الرَّفيقُ نبيل الجَعْنِينِي في مدينةِ مادَبا في العام ألف وتسعمئة واثنين وأربعين؛ وتَرَعْرَعَ في كَنَفِ عائلةٍ أردنيةٍ طَليعيّةٍ ومُثَقَّفَةٍ، تَمَيَّزَت بِشَغَفِها بالتعليمِ، وبِتَحْصِيلِ أبنائها التعليميّ في مجالاتٍ مُتَنَوِّعَةٍ؛ ودَوْرُها، في تشجيعِ التَّعَلُّمِ والتعليمِ، معروفٌ، ومُقَدَّرٌ، على مستوى منطقة مادَبا.

وكانَ للرَّفيقِ نبيل، بوجهٍ خاصٍّ، دورٌ مُمَيَّزٌ في هذا المجال؛ تجلى في نِسَبِ التحصيلِ العِلْمِيِّ الكبيرةِ، في مُخْتَلَفِ التخصصاتِ العِلْمِيَّةِ والأَدَبِيّةِ، التي شَهِدَتْها مدينةُ مادَبا، مِنْ خِرِّيجِي جامعاتِ الدولِ الاشتراكيةِ، خلال سبعينياتِ القرنِ الماضي.

انتسب الرفيقُ نبيلُ الجَعْنِينِي، إلى الحزبِ الشيوعي الأردني، في العام ألفٍ وتسعمئة وسبعة وخمسين؛ وكانَ، حِينَها، طالباً في المرحلةِ الثانوية.

وكانت تَجْرُبَتُهُ الأولى، مع السجنِ، في العامِ ألفٍ وتسعمئة وثمانية وخمسين؛ وكانَ، آنذاك، لا يزال طالباً في المرحلةِ الثانويةِ، ولم يَبْلُغْ، بَعْدُ، سِنَّ الثامنةِ عشرة، مِنْ عمره. وقد حُكِمَ عليه بالسجنِ خمسَ عشرةَ سَنَة، ثُمَّ جرى تَخفيضُ مُدَّةِ سِجْنِهِ إلى سِتِّ شُهور، لعدم بلوغِهِ سِنَّ الثامنةِ عشرة.

لكنه، لم يلبثْ أَن اُعْتُقِلَ، مِنْ جديد، في العامِ ألفٍ وتسعمئة وتسعة وخمسين؛ وكانَ اعتقالُه، هذه المرةَ، لمُدّةٍ طويلةٍ؛ حيثُ بَقِيَ في السجنِ، مِنْ دونِ مُحَاكَمَةٍ، لغايةِ العامِ ألفٍ وتسعمئة وخمسة وسِتّين؛ عندما صدر قرارٌ، بالعفوِ العامِّ، في عهدِ حكومةِ رئيسِ الوزراءِ الأَسبقِ الراحلِ وَصْفِي التَّلّ.

وقد تَوَزَّعَتْ فتراتُ سِجنهِ بين مُعتقلِ الجَفْرِ الصَّحْرَاويّ وبين سِجن المَحَطَّةِ في عَمَّان؛ وكان يُشارِكُهُ، في ظُروفِ الاعتقالِ الصعبةِ في تلك الفترةِ، العديدُ من المعتقلين السياسيين، مِنْ مناضلِي الحزب والأحزاب الوطنيةِ الأردنيةِ الأُخرى.

وفي العامِ ألفٍ وتسعمئة وتسعةٍ وسِتّين، سافرَ الرفيقُ نبيل إلى جمهوريات الاتحادِ السوفييتي، وأكملَ تعليمَهُ هناك في "تَخَصُّصِ التَّحاليلِ الطِّبِّيَّةِ المِخْبَرِيّةِ"، ثُمَّ عادَ إلى مدينةِ مادَبا في العام ألفٍ وتسعمئة وخمسةٍ وسبعين، وأسَّسَ مُخْتَبَرَهُ الخاصَّ، للتحاليلِ الطِّبِّيَّةِ، فيها.

لكن، لسوء الحظ، ما لبثتْ يدُ الاعتقالِ التعسفيِّ أَن امتدتْ اليه، مِنْ جديد، في العام ألفٍ وتسعمئة وسبعة وسبعين؛ لِتكونَ، تلك، تجربتَهُ الثالثةَ في الاعتقالِ والمثولِ أمام المحكمةِ العسكريةِ. وفي هذه المرةِ، حَكَمَت المَحْكَمَةُ، عليهِ، بالسجنِ عشر سنوات.

وظلّ مُحْتَجَزَاً، في سِجن المحطَّة، حتى العامِ ألفٍ وتسعمئة واثنين وثمانين؛ حيث تَمَّ إطلاقُ سراحهِ بِالعَفْوِ الخاصِّ الذي شملَ عدداً من السجناءِ السياسيين مِن الأحزابِ الأردنيةِ المُخْتَلِفَةِ.

لقد تَمَيَّزَ الرفيقُ نبيلُ الجَعْنِينِي، بِحَمْلِهِ الرقمَ الأعلى، مِن عَدَدِ سَنوات السِّجنِ، وعَدَدِ المرَّاتِ التي صَدَرَتْ فيها بِحَقِّهِ أحكامٌ من المَحْكَمَةِ العسكريةِ.

في المرةِ الأولى والثانية، اُعتُقِلَ الرفيقُ نبيل، مع كثيرين، في سياقِ الهجمةِ الامبرياليةِ الشَّرِسَةِ، على الشيوعيين والقوى الوطنيةِ والقوميةِ، التي جَرَتْ في نِهايةِ خمسينياتِ القَرْنْ الماضي.

وفي المرةِ الثالثةِ، تَمَّ اعتقالُهُ بسببِ نَشاطِهِ المُمَيَّزِ في قيادةِ العملِ الحزبيِّ، ونشاطِهِ السياسيِّ الجماهيريّ عموماً، في مدينةِ مادَبا؛ ولذلك، فقد تَعَرَّضَ، في تلك المَرَّةِ، إلى حالةِ انتقامٍ قاسيةٍ؛ قضى، بِسببها، سنواتٍ إضافيةً طويلةً في السجنِ، مع عددٍ محدودٍ نسبياً مِنَ السجناءِ السياسيين.. من الشيوعيين واليساريين والقوميين.

وربما كانت حالةُ الانتقامِ السياسيِّ، مِن الرفيقِ نبيل الجَعْنِينِي، فريدةً مِنْ نوعِها؛ حيث لم يسبقْ أنْ حَدَثَ، لمعارضٍ سِياسيٍّ أُرْدُنيٍّ آخَرَ، أنْ حُوكِمَ بالتُّهْمَةِ نفسِها، وعُوقِبَ بالعُقوبةِ نفسِها، مرتين.

ومِن اللافتِ، أنه قد حُكِمَ عليه، في المرةِ الثانيةِ (في العامِ ألفٍ وتسعمئة وسبعة وسبعين) بالسّجنِ عدداً من السنين يقتربُ من الحدِّ الأعلى لِما كانَ يَنُصُّ عليهِ قانونُ مكافحةِ الشيوعيةِ سيئُ الذِّكْرِ.

وقد تَمَّ النُّطْقُ بذلك الحُكْمِ، القاسي والمُغَلَّظِ، في مَحْكَمَةٍ عسكريةٍ مِنْ درجةٍ واحدةٍ فقط، لا يَتْبَعُها لا استئنافٌ ولا تمييز، ولا تلتزمُ بأيِّ معيارٍ من المعاييرِ المتعارفِ عليها لضمانِ المحاكماتِ العادلةِ.

وكان قرارُ الحُكْمِ المَعيبُ، الذي تُلِيَ في تلك المَحكمةِ، خالياً مِن المسوِّغاتِ القانونيةِ الضروريةِ في المَحاكِمِ النظاميةِ؛ حيث جاء على نَحْوٍ يُشْبِهُ بياناً سياسياً مُعَدَّاً مُسْبَقَاً؛ وكان مكتوباً بلغةٍ إنشائيةٍ ركيكةٍ، تَفْتَقِدُ للمَنْطِقِ القانونيِّ السليمِ..

ولقد حَدَثَ، كُلُّ ذلك التعسفِ في الحُكْمِ، بالرغمِ مِنْ مشاركةِ عشراتِ المحامين كمتطوعينَ للدفاعِ عن الرفيقِ نبيل. وكان أولئك المحامونَ، مِنْ حيث القُدْراتِ القانونيةِ، يمثلونَ أَبْرَزَ المحامين الأردنيين وألمعَهم.

وحالياً، إذ نشعرُ بالقلقِ والاشمئزازِ، كلما تَذَكَّرْنا تلك المرحلةَ العُرْفِيّةَ البائسةَ، أو أيَّ محطّةٍ مِنْ محطَّاتِها الكريهةِ، فإنَّنا، في الوقتِ ذاتِه، نشعرُ بالتقديرِ العالي، والامتنانِ الشديدِ، للرفيقِ نبيلِ الجَعْنِينِي، ولكلِّ شيوعيٍّ ووطنيٍّ صلْبٍ، على المواقفِ الشُّجاعةِ، والتضحياتِ الجَسيمةِ، ورَفْضِ الخضوعِ أمام بَطْشِ تلك السياساتِ القمعيةِ غيرِ الدستوريةِ..

كما نُقَدِّرُ، تقديراً عالياً، كُلَّ ما قَدَّمَهُ الرفاقُ المناضلون، مِنْ أشكالِ النضالِ المُختلفةِ، على مَدارِ سَنواتٍ طويلةٍ، في سبيلِ تحقيقِ تَحَوُّلٍ ديمقراطيٍّ حقيقيّ، يَمْنَحُ المواطنينَ الأردنيينَ حقوقَهم الدستوريةَ، التي كانت مُعَطَّلَةً.. بموجبِ فَرْضِ قانونِ الأحكامِ العُرْفِيّةِ.

ومِنْ حُسْنِ الحظِّ، حالياً، أنه لم يَعُدْ معمولاً بهذا القانونِ الجائرِ. ويعودُ الفضلُ، في ذلك، إلى النضالِ الطويلِ والصلبِ، الذي خاضه الشيوعيون، وخاصة دورَهم المجيدَ في انتفاضةِ نيسانِ الخالدةِ، التي أنهت العملَ بذلك القانونِ القمعيِّ البائس.

وعلى الرغمِ مِنْ تلك المعاناةِ الشديدةِ مِنْ سياساتِ القمعِ الطويلةِ، التي تَعرَّضَ لها الرفيقُ نبيل، فإنه لم يَضْعُفْ ولم يَهُنْ أبداً؛ فما إن يَذْكُرَ أحدٌ أمامه شيئاً عن النضالِ في أيامِ العملِ السِّرِّيِّ للحزبِ، حتى تشتعلَ فيه روحُ الحماسِ، ويَشُدُّهُ الحنينُ إلى ذِكْرَياتِ المواقفِ المجيدةِ..

كانَ الرفيقُ نبيل، أيَّامَ النضالِ السِّرِّيّ، شابَّاً مُتَحَمِّسَاً، يحملُ في نفسِه آمالا كبيرةً، لتحقيقِ حياةٍ أفضلَ، للطبقةِ العاملةِ والكادِحين.

ولقد عُرِفَ بقُدْرَتِهِ الفَذَّةِ، على إدارةِ عملِ المنظماتِ الحزبيةِ؛ رغم كُلِّ المَصَاعِبِ القاهرةِ، التي كانَ يواجهُها العملُ الحزبيُّ آنذاك؛ وكانَ يمتلكُ قدرةً كبيرةً، لا تَنْضُبُ، على كَسْبِ الأعضاءِ الجُدُدِ والأصدقاءِ المخلصين للحزبِ؛ كما كانَ يمتلكُ حكمةً لافتةً، في مواجهةِ الأَزْمَاتِ الداخليةِ للحزبِ..

وقد أهَّلَهُ ذلك، كُلُّه، ليكونَ، بجدارةٍ، رمزاً حقيقياً للنضالِ الجادِّ والمتفاني، في خدمةِ الحزبِ والقضايا الوطنيةِ والقوميةِ والإنسانيةِ.

وعلى صعيدِ المجتمعِ المحليِّ، تَمَيَّزَ الرفيقُ نبيل بانخراطِهِ الفاعلِ والمؤثِّرِ في النشاطاتِ المُجْتَمَعِيّةِ لمدينةِ مادَبا ومنطقتِها؛ ولم يكن يتوانى عن المشاركةِ في الفعالياتِ التطوعيةِ التي تخدمُ الناسَ، وخصوصاً الكادحين منهم؛ مِمّا أَثْرَى رصيدَهُ النضاليَّ والسياسيَّ والإنسانيَّ، وعَزَّزَ مِن احترامِ المجتمعِ المحليِّ وتقديرِهِ له.

وهو، أيضاً، مثقَّفٌ واسعُ الاطلاعِ، ومحاورٌ لَبِقٌ، يمتلكُ طاقةً كبيرةً في التحملِ والصبرِ؛ كما يمتلك قُدْرةً، مُثيرَةً للإعجابِ، على التعافي من الصَّدْمَاتِ، والتَّماسُكِ، والصلابةِ النَّفْسِيَّةِ؛ ويَتَمَتَّعُ، أيضاً، بِقُدْرَةٍ فائقةٍ على اجتراحِ مبادراتٍ مفيدةٍ في الظروفِ الصعبةِ.

ويُسَجَّلُ له عَديدُ الإسهاماتِ في خِدمةِ الشأنِ الثقافيِّ والنقابيِّ في مدينةِ مادَبا، وأيضا في مساندةِ نضالِ المرأةِ لتحقيقِ طموحاتِها في التحررِ والمساواةِ.

ويُذْكَرُ للرفيقِ نبيل، باحترامٍ كبيرٍ، أنه ساهَمَ، بجهودٍ ملحوظةٍ، في رَفْعِ الوعيِ الطَبَقِيِّ بين صفوفِ الكادحين وفئاتِ المثقفين، ونَشْرِ ثقافةِ التنويرِ والتقدمِ الاجتماعيّ والاشتراكيةِ، في جميعِ المواقعِ التي وُجِدَ فيها؛ ولا تُستَثنى، مِنْ ذلك، فَتْرَاتُ وجودِه في السجنِ؛ وتحديداً، في سجن المحطَّةِ في سبعينياتِ القرن الماضي وثمانينياتِه.. حينما كان مُتاحاً له التواصلُ مع جميعِ السجناءِ..

كما يُشهَدُ له، أنه كانَ مخلصاً ومتفانياً، في الدفاعِ عن الحقوقِ الانسانيةِ، لجميع الفئاتِ الفقيرةِ والمُهَمَّشةِ في السجنِ.. مهما كانت أسبابُ سجنها. وقد ساهم آنذاك أيضاً، بشكلٍ كبيرٍ، في نَشْرِ الوعي التقدميّ بين جميعِ الشرائحِ التي احتكَّ بها داخل السجنِ.

وبالرغمِ من قَسَاوةِ الأحكامِ الظالمةِ، التي طالما تَعرَّضَ لها، إلا أنه تَمَيَّزَ دائماً بسلوكٍ إنسانيٍّ راقٍ، وحسٍّ مُرْهَفٍ، وبحُبِّهِ الحقيقيِّ والعميقِ للناسِ؛ وبِقُدْرَتِهِ على الاحتفاظِ بالتفاؤلِ.. حتى في أسوأِ الظروفِ.

ويَتَمَيَّزُ الرفيقُ نبيل بِحُسْنِ أخلاقِهِ، وبِسيرتِهِ النقيةِ؛ ولذلك، فقد نالَ احترامَ رفاقِهِ في الحزبِ وتقديرَهم، بالإضافةِ إلى احترامِ (وتقديرِ) شرائحَ اجتماعيةٍ وسياسيةٍ ومِهْنِيّةٍ واسعةٍ مِن المجتمعِ الأردنيّ.

ويشهدُ له كُلُّ مَنْ تَعَامَلَ معَه، بأنه كان مناضلاً سياسياً مُمَيَّزَاً، خلال تلك المرحلةِ الصعبةِ مِنْ حياةِ الحزبِ والبلادِ؛ وأنه، بما بَذَلَ مِنْ جُهودٍ وتضحياتٍ جِسامٍ، وبنشاطاتِه الثقافيةِ والنقابيةِ، لصالحِ الحزبِ والوطنِ والشعبِ، جديرٌ بالاحترامِ والتقديرِ إلى أبعدِ حدٍّ.

ومع أنَّه أمضى حياتَهُ مناضلاً ثورياً طَليعياً، إلا أنه كانَ، دائماً، إنساناً متواضِعاً في سلوكِهِ، وصادقاً مع نفسِه ومع الآخرين، مخلصاً لمبادئهِ، وفياً لرفاقِهِ؛ ومكافحاً، بِجُهْدِهِ وعَرَقِهِ، مِنْ أجلِ تأمينِ حياةٍ كريمةٍ له ولأسرتِهِ الطَّيِّبةِ. في الختامِ، نُزْجِي تَحِيَّةً رفاقيةً حارّةً، لِرَفِيقِنَا النَّبِيلِ، نبيلِ الجَعْنِينِي؛ مع تمنِّياتِنا، له، بحياةٍ هانئةٍ مديدة.
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إعلان أسفل المقال