جاري تحميل ... مدونة سعود قبيلات

إعلان الرئيسية

«إنَّ بعض الأماكن الضَّيِّقة المحكمة الإغلاق قد يكون فضاؤه بلا حدود، وبعض الأماكن المفتوحة والفسيحة قد يكون بالغ الضِّيق وبلا فضاء ولا آفاق، وبعض الأماكن الخالية قد يكون أكثر ازدحاماً من الأماكن المكتظَّة. وإنَّ الصَّمت قد يكون أكثر صخباً من الضَّجيج، والضَّجيج قد يكون خالياً من الأصوات. وإنَّ القامة قد تكون متطاولة إلى حدّ أنَّها بالكاد تبلغ نعل حذاء، وقد تكون عالية إلى حدّ أنَّها تطاول رؤوس السنابل». مِنْ كتابي الموسوم «كهفي» - سعود قبيلات.

إعلان في أعلي التدوينة

سعود قبيلات ▣
.. بل دولة علمانيَّة (وليست مدنيَّة*، بالمناسبة)..
(هذا الفتى البريء كان واحداً مِنْ كثيرين فقدوا حياتهم، ببشاعة، بفضل توظيف الدين لأغراض سياسيَّة.. أتذكرون؟)

.. أمَّا الدولة الدينيَّة (الثيوقراطيَّة)، وتوظيف الدين لأغراض سياسيَّة، عموماً؛ فقد رأينا ثمارهما المُرَّة المسمومة..

 

في السودان الذي ازداد تخلّفاً وضعفاً، وأصبح مقسوماً على قسمين، ومهدَّداً بالمزيد؛

 

وفي مصر التي ينهشها الإرهاب الدينيّ كلَّ يوم؛

 

وفي العراق الذي أصبح فعليّاً عدّة أقسام؛

 

وفي سورية التي دُمِّرت بنيتها التحتيَّة وصناعتها وزراعتها، وقُتِل الألوف مِنْ شعبها بشكلٍ وحشيّ على يد العصابات الوهَّابيَّة، وشُرِّد الملايين؛

 

وفي ليبيا التي أصبحت مشرذمة ومنهوبة من العصابات التكفيريَّة ومشغِّليها الإمبرياليين؛ مع أنَّ القذَّافيّ الذي كانوا يتذرَّعون به لم يعد موجوداً بالمناسبة؛

 

وفي المخرجات التربويَّة الكارثيَّة لسيطرة «الإخوان المسلمين» على جهاز التربية، في بلادنا، منذ أوائل سبعينيَّات القرن الماضي.

 

وفوق ذلك، كلّه، في هذه الهستيريا المذهبيّة والطائفيّة البدائيَّة التي تملأ أركان البلاد العربيَّة كلّها، فتهدِّد بتفتيتها وتهيئة الأجواء الملائمة لإنجاز مشروع «يهوديّة الدولة» العبريَّة الذي تصاعد الحديث عنه بالتزامن مع استشراء هذه الأجواء نفسها.

 

وبالتوازي مع هذا (وفي سياقه)، تفشَّى الكذب والافتراء، وأصبح الحديث عن ضرورة منع المتاجرة بالدين وتوظيفه لأغراض سياسيَّة يُفسَّر من المتاجرين بالدين (والمتذيِّلين لهم) على أنَّه مطالبة بالإباحيَّة والمثليَّة الجنسيَّة وما إلى ذلك!

 

يالأخلاقهم الرفيعة!

 

حقّاً، لا حدَّ للرُخص إذا ما أصاب النفوس الهزيلة، ولا حدَّ لانحدار الإنسان إذا ما وضع نفسه في سياقٍ شديد الانحدار.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* هذا ما أنوي إيضاحه في مقالٍ لاحقٍ لي.

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إعلان أسفل المقال