جاري تحميل ... مدونة سعود قبيلات

إعلان الرئيسية

«إنَّ بعض الأماكن الضَّيِّقة المحكمة الإغلاق قد يكون فضاؤه بلا حدود، وبعض الأماكن المفتوحة والفسيحة قد يكون بالغ الضِّيق وبلا فضاء ولا آفاق، وبعض الأماكن الخالية قد يكون أكثر ازدحاماً من الأماكن المكتظَّة. وإنَّ الصَّمت قد يكون أكثر صخباً من الضَّجيج، والضَّجيج قد يكون خالياً من الأصوات. وإنَّ القامة قد تكون متطاولة إلى حدّ أنَّها بالكاد تبلغ نعل حذاء، وقد تكون عالية إلى حدّ أنَّها تطاول رؤوس السنابل». مِنْ كتابي الموسوم «كهفي» - سعود قبيلات.

إعلان في أعلي التدوينة

سعود قبيلات ▣

للتذكير فقط: قبل سنتين كانوا قد دأبوا على القول بثقة زائفة: الأسد سيسقط خلال 48 ساعة؛ ثم خلال أسبوع؛ ثمَّ خلال شهر؛ ثمَّ خلال رمضان؛ ثمَّ قبل عيد الفطر؛ ثمَّ قبل عيد الأضحى؛ ثمَّ خلال أشهر. وفي أثناء ذلك، شرعوا باغداق الوعود السخيَّة لـ"إسرائيل" بأنَّهم، بعد انتصارهم الوشيك، سيبرمون معها ما تطلبه من اتِّفاقيَّات "السلام".. بالشروط التي تضعها، وسيقيمون معها العلاقات التي تطلبها؛ وراحوا يتسابقون للظهور على قنوات تلفزتها وفي مختلف وسائل إعلامها للإعراب عن نواياهم "الطيِّبة" تجاهها. أمّا الآن، فلا يمكن لأحدٍ منهم قول شيءٍ، بشأن مواعيد رحيل الأسد عن السلطة، مِنْ دون أنْ يثير ضحك سامعيه عليه؟

نذكِّر، هنا، بأنَّنا كنّا، منذ البداية، نؤكِّد أنَّهم واهمون، وأنَّهم، هم وأنصارهم، سيقعون في النهاية ضحيَّةً لأوهامهم ولمواعيدهم المرتجلة تلك.

ومنذ غياب الرئيس السابق "الإخوانيّ" محمَّد مرسي، دأبوا على القول: سيعود غداً؛ ثمَّ، سيعود بعد أيّام، ثمَّ كفّوا عن تحديد المواعيد والمهل، مستفيدين مِنْ تجربتهم الفاشلة السابقة، لكن مع استمرار تمسّكهم بالقول إنَّ الرئيس الغائب عائدٌ.. لا محالة!

عائدٌ؟ ربّما، ذات يوم بعيد؛ لكن إلى بيته، وليس إلى سدّة الرئاسة التي ستصبح بالنسبة لهم معادلاً لفكرة "المهدي المنتظر" أو "الإمام الغائب" وما شابه.

وكنّا قد قلنا، مراراً، في مقالاتٍ عدّة منشورة، قبيل تفويز مرسي بالرئاسة وبعده، إنَّ المشروع "الإخوانيّ" كلّه، وليس فقط الرئيس الذي تولَّى السلطة باسمه، لا مستقبل له، وأنَّ الأمر ليس أكثر مِنْ محاولة للتعلّق بحبال الهواء.. بالنسبة لعالَمٍ يأفل؛ أعني عالم الهيمنة الأميركيَّة الأحاديَّة والأنظمة (والمنظَّمات) التابعة.

نعم، المخاضُ صعبٌ وعسير؛ لكن ليس ثمَّة أمام أنصار الغرب الإمبرياليّ، وأتباعه وأدواته في منطقتنا، إلا الصبر والسلوان والتهيّؤ لتلقِّي المزيد من الخسارات الفادحة؛ فالعالم تغيَّر كثيراً (يكفي أنَّه ابتعد جدّاً عن محطَّة الأمركة البائسة التي توقَّف فيها ابتداء مِنْ تسعينيَّات القرن الماضي)، وهو يواصل التغيّر، منذ سنواتٍ، بثبات وضمن خطّ سير واضح؛ الليبراليَّة المتوحِّشة وصلتْ إلى طريق مسدود، وأحاديَّة القطبيَّة الأميركيَّة انتهت، ومساحة الاستقلال والتحرّر اتَّسعتْ.. حتَّى شملتْ "الفناء الخلفيّ" للولايات المتَّحدة (أميركا اللاتينيَّة)؛ والغرب، عموماً، يعيش الآن في أزمة خانقة وهو آخذٌ بالتراجع والرحيل عن المنطقة، وربيبته المدلَّلة في منطقتنا (إسرائيل) تعيش في أزمة وجوديَّة مستعصية منذ حرب تمّوز 2006، والمقاومة يتَّسع دورها وتتعزَّز قوّتها ويتعاظم حجم المحور المساند لها؛ وأخيراً، ها هي الأنظمة التابعة تترنَّح بشدّة وتواجه مصيرها المحتوم.. وها هي محاولة إنقاذها ومدّ عمرها بمساحيق "إسلاميَّة" زائفة قد فشلتْ فشلاً ذريعاً، ولم تعد مسألة انهيارها النهائيّ سوى مسالة وقت.

إنَّا لله وإنَّا إليه راجعون.. وعظَّم الله أجركم!

(هذا العزاء موجّه لإخوتنا "المش إخوانيين" مثلهم مثل "الإخوان").
تعليق واحد
إرسال تعليق

  1. كيف لك دام ظلك، عفواًدام فضلك، كيف لك أن تنتقد وحشية الليبرالية؟ ما هو موقفك من وحشية ماو و ستالين؟

    ما هو موقفك من وحشية حافظ الأسد؟ هذا إن إعتبرنا أن بشار أقل وحشية!

    لا تتحدثوا عن الوحشية و القتل و الإجرام يا أخي!

    كيف لكم أن تدعموا الإنقلاب العسكري الذي تدعمه "إسرائيل"؟ هل تلاقت مصالحكم مع مصلحة "إسرائيل"؟

    في الحرب يتقاتل طرفان، حالة تموز 2006 كانت هجوماً من طرف واحد.

    الحرب دام ظلك تكون بين دولتين أو جيشين، حالة تموز 2006 كانت بين جيش إسرائيلي و كتيبة واحدة فقط من كتائب الحرس الثوري.

    متى تستيقظون؟

    ردحذف

إعلان أسفل المقال