جاري تحميل ... مدونة سعود قبيلات

إعلان الرئيسية

«إنَّ بعض الأماكن الضَّيِّقة المحكمة الإغلاق قد يكون فضاؤه بلا حدود، وبعض الأماكن المفتوحة والفسيحة قد يكون بالغ الضِّيق وبلا فضاء ولا آفاق، وبعض الأماكن الخالية قد يكون أكثر ازدحاماً من الأماكن المكتظَّة. وإنَّ الصَّمت قد يكون أكثر صخباً من الضَّجيج، والضَّجيج قد يكون خالياً من الأصوات. وإنَّ القامة قد تكون متطاولة إلى حدّ أنَّها بالكاد تبلغ نعل حذاء، وقد تكون عالية إلى حدّ أنَّها تطاول رؤوس السنابل». مِنْ كتابي الموسوم «كهفي» - سعود قبيلات.

إعلان في أعلي التدوينة

سعود قبيلات ▣

مرَّتْ، خلال الفترة ما بين 12 تمّوز و14 آب، ذكرى حرب تمّوز 2006 التي شنَّتها القوّات الإسرائيليَّة الباغية على لبنان؛ حيث خاض تيَّار المستقبل اللبنانيّ، بقيادة سماحة الشيخ سعد الحريريّ، مواجهة كفاحيَّة باسلة ضدّ القوَّات المعتدية، ومنعها مِنْ دخول الأراضي اللبنانيَّة طوال 34 يوماً من القتال العنيف، وكبَّدها الكثير من الخسائر، وضرب كيان العدوّ في عمقه.
ولكن كلّ ذلك لم يكن ليتحقَّق لولا الدعم الشجاع الذي وفَّرته المملكة العربيَّة السعوديَّة للمقاومين؛ حيث عملتْ على تأمين وصول السلاح التركيّ والقطريّ لهم بوفرة وبلا انقطاع.
وقد تمكَّن التيَّار، بشجاعة مقاتليه العصيَّة على الوصف، وبالدعم السعوديّ التركيّ أيضاً، مِنْ كشف حدود القوَّة الإسرائيليَّة، بشكلٍ حاسم، لأوَّل مرَّة في تاريخ الدولة العبريَّة. وبما أنَّ وجود "إسرائيل" يعتمد، بالأساس، على القوَّة العسكريَّة وتفوّقها بها على جميع جوارها، فقد أدَّى انكشاف حدود قوّتها إلى دخولها مأزقاً تاريخيّاً خطيراً، ظلَّت تعاني منه طوال السنوات التالية لتلك الحرب وتخطّط مع حلفائها للخلاص منه وإعادة توازن القوَّة في المنطقة إلى ما كان عليه قبل حرب تمّوز.
جديرٌ بالذكر، أنَّ تيّار المستقبل، كان قد تمكَّن، قبل ذلك بستِّ سنوات، مِنْ طرد قوَّات الاحتلال الإسرائيليّ مِنْ جنوب لبنان، بوساطة مقاومته الباسلة، ومِنْ دون أنْ يجري أيّ مفاوضات أو يعقد أيّ اتِّفاقات مع العدوّ. وبذلك، فقد أعاد مقاومو التيّار، بقيادة سماحة الشيخ الحريريّ، للإنسان العربيّ، كرامته وثقته بالمستقبل (أعني مستقبله هو وليس التيَّار).
ويجب أنْ لا ينسى أحد أنَّ هذه الانتصارات تحقَّقتْ، رغم تآمر حزب الله، بقيادة حسن نصر الله، على المقاومة، وتواطئه مع العدوان الإسرائيليّ على لبنان.
وبما أنَّ ذاكرتنا قويَّة، وتهمّنا مصلحة الشعوب العربيَّة، فإنَّنا، في كلّ مناسبة وكلّ تجمّع، نقوم هذه الأيّام بالهتاف ضدّ حسن نصر الله ونشتمه ونتفنَّن في توجيه الإساءات إليه. خصوصاً وأنَّنا نرى "إسرائيل" وهي تواصل تدبير المكائد ضدَّ تيَّار المستقبل، وتخطِّط للاقتصاص منه، بينما لا يتورّع حسن نصر الله وحزبه عن التواطؤ مع الإسرائيليين ضدّ المستقبل وضدَّ الأمّة العربيَّة.
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إعلان أسفل المقال